شرح قصيدة من الكرم العربي، بحيث يشمل الشرح على تعريف عن الكاتب، وذكر معاني مفردات القصيده، والفكرة الرئيسيه والأفكار العامه، وشرح الصور الجماليه والبلاغيه.
تعريــف الكـاتب :
هو حاتم عبد الله الطائي من قبيلة طئ إشتهر بكرمه و شجاعته حتى ضرب به المثل فقيل : " أجود من حاتم " توفي على الأرجع عام 605 م له ديوان شوي متعدد الأغراض
تقديم النص :
الكرم صفة خلقية حسنة عرف بها العربي قديما و قد أطرى الشعراء في وصفهم للكرم و الكرماء و من بينهم حاتم الطائي صاحب هذا النص
تقدير النص :
هذا الشعر ينتمي إلى ما يعرف بالشعر القصصي , موضوعه إجتماعي لأنه يعالج قضية إجتماعية و هي إكرام الضيف و حسن الضيافة .
ظاهرة الكرم التي أثارها الشاعر في قصيدته تعمل على نشر المحبة و التعاون في المجتمع إلى جانب التسامح و توطيد العلاقات بين الأفراد .
إكتشاف معطيات النص :
-عرف حاتم الطائي بسخائه و كثرة عطائه ، و الذي دفعه لنظم هذه القصيدة هو غرس حب هذه الصفة في نفوس الآخرين من جهة ، و من جهة أخرى ليبرز ماكان للرجل العربي من كرم الضيافة و حفاوة الاستقبال...
-وصف الشاعر "هول الليل" بأهوال السرى ، و التي يعني بها المخاطر التي تواجه الذي يسر ليلا بالوحوش المفترسة ، أما "فزع الساري" فقد شبهه بالمجنون ، ذلك أنه يصرخ من شدة فزعه ، كما منحه صفة اليأس التي سيطرت على كيانه جراء تيهه في الصحراء ، و هذه كلها تعابير مجازية لجأ إليها الشاعر ليبين لنا الحالة المزرية التي آل إليها هذا الأخير بسبب الجوع و انعدام الملجأ و المأوى...
-الموقف الذي اتخذه الشاعر من عابر السبيل بعد سماعه النداء هو : الموقف المرحب المستقبل أحسن استقبال ،و الدليل كونه قام بإشعال النار و إخراج الكلب و اختيار أكرم الإبل...
-كرم حاتم صفة موروثة عن الآباء و الأجداد و البيت العاشر يبين ذلك :
بذلك أوصاني أبي و بمثله كذلك أوصاه قديما أوائله
مناقشة المعطيات :
-توحي العبارة: ينازل، تنازله" في البيت الأول، بالمعركة العنيفة التي كان يواجهها هذا الساري، فمن شدة يأسه وجوعه حارب أهوال الليل فحاربته هي الأخرى....
-إعراب كلمة "يائسا" حال منصوبة و تدل على وضعية الساري و هو لوحده في قفار الصحراء...
-لقد حوى البيت الثالث على مجموعة من الصفات نسبها الشاعر إلى نفسه من بينها : الصوت الكريم اللطيف الممزوج بحفاوة الاستقبال...و هذا استجابة لنداء الضيف.
-وقام كذلك بتصرفات تثبت أصله و نسبه العريق و الشريف....
تحديد بناء النص:
-الأحداث التي وردت في النص هي :
-قدوم عابر السبيل ليلا.
-استجابة الشاعر على هذا الضيف ملبيا النداء ،مرحبا أجمل الترحيب.
-لقد وظف الشاعر ضمير المتكلم بكثرة (قمت ، قلت ، أقبلت) و ذلك افتخرا و اعتزازا منه في نفسه و نسبه العربي الأصيل...
-النمط الغالب على النص هو : "النمط السردي" ذلك أن الشاعر في مقام السرد و قص مجريات و حكايات تخص كرمه و موقفه المشرف من هذا الساري...
تفحص الاتساق و الانسجام في تركيب فقرات النص:
-ارتبطت معظم كلمات البيت الخامس بحركات الفتح لأنها توحي بحفاوة الاستقبال و الفرحة التي تنابت "حاتم الطائي" ، أما علاقة البيت الأول و الخامس فهي علاقة النخوة العربية طريقة الترحيب الجميلة التي بادل بها الشاعر الساري...
-لقد وظف الشاعر بعض الروابط جعلت قصيدته تتسم بالاتساق و الانسجام و التسلسل و من بينها : حروف العطف " الواو ، الفاء " ، الضمائر " المنفصلة و المتصلة "~أنا ، هو ، قمت ، قلت ، بمثله~
مجمل القول في تقدير النص :
-ينتمي النص من حيث الموضوع إلى " الشعر الاجتماعي " الذي عالج ظاهرة الكرم التي كانت في العصر الجاهلي و ربطت و قوت الأفراد ببعضهم البعض...
-وظف الشاعر بعض الصور البيانية من بينها : "التشبيه" في البيت الأول و هذا ليبرز شدة فزع الضيف و من هنا فهو يعكس لنا جوانب من الحياة التي كانت سائدة في العصر الجاهلي....
شرح قصيدة من الكرم العربي حاتم الطائي السنة الاولى جذع مشترك علوم
1/وَداعٍ دَعا بَعدَ الهُدوءِ كَأَنَّما يُقاتِلُ أَهوالَ السُرى وَتُقاتِلُه
الداعي:يقصد به الضيف، بعد الهدو :بعد مرور زمن من الليل حيث تكون السكينة ،السرى المشي ليلا،
المعنى:أن عابر سبيل طلب منه النجدة ليلا وكان من حالته وكأنه يقاتل أهوال المشي ليلا وهذا تعبير مجازي
2/دَعا يائِساً شِبهَ الجُنونِ وَما بِهِ جُنونٌ وَلَكِن كَيدُ أَمرٍ يُحاوِلُه
اليائس هو الذي نزلت به شدة
المعنى :أنه كان يائسا من حاله وكان يبدو كالمجنون ومابه جنون ولكن حاله هو الذي جعله كذلك،أو كان يتظاهر بذلك ليجلب الشفقة
3/فَلَمّا سَمِعتُ الصَوتَ نادَيتُ نَحوَهُ بِصَوتٍ كَريمِ الجَدِّ حُلوٍ شَمائِلُه
كريم الجد :ذو مكانة عند الناس
المعنى :أني لما سمعته ينادي قدمت نحوه وخاطبته بصوت لطيف وكريم طيب الخصال
4/فَأَبرَزتُ ناري ثُمَّ أَثقَبتُ ضَوءَها وَأَخرَجتُ كَلبي وَهوَ في البَيتِ داخِلُه
المعنى :قمت بإشعال النار ليراها الضيف ويعلم بأن المكان مأهول وأخرج الكلب لينبح فيهتدي الضيف بصوته وإشعال النار دلالة على الكرم
6/فَقُلتُ لَهُ أَهلاً وَسَهلاً وَمَرحَباً رَشدتَ وَلَم أَقعُدَ إِلَيهِ أُسائِلُه
رشدت : اهتديت عكس ضللت
المعنى :قلت له أصبحت من أهلنا وقدومك سهل علينا ليس شاق،فقد صحبك الرشاد بعد الضلال الذي كنت فيه ، وانصرفت عنه وامتنعت عن سؤاله ، وهذا لعدم إرهاقه بالكلام ، وكذلك عدم سؤاله عن مكان قدومه وقبيلته ...
7/فَقُمتُ إِلى بَركٍ هِجانٍ أُعِدُّهُ لِوَجبَةِ حَقٍّ نازِلٍ أَنا فاعِلُه
برك: الإبل الباركة ، هجان ، الإبل البيضاء،
المعنى : هممت إلى إبل بيضاء باركة ، كنت قد أعددتها لمثل هذا اليوم يعني عند نزول ضيف عليَ
8/بِأَبيَضَ خَطَّت نَعلُهُ حَيثُ أَدرَكَت مِنَ الأَرضِ لَم تَخطَل عَليَّ حَمائِلُه
بأبيض :يقصد السيف ،نعله : حديدة تكون في أسفل غمده ، تخطل ـ تضطرب،حمائله :علائق السيف
المعنى:أي قمت إلى إبل كرام لأذبح إحداها بسيف حاد ، إذا مس أسفل غمده الأرض خططها ،وعلائقه لا تمس الأرض كناية على طول قامة صاحبه وهو هنا في موضع افتخار
9/فَجالَ قَليلاً وَاتَّقاني بِخَيرِهِ سَناماً وَأَملاهُ مِنَ النَي كاهِلُه
السنام : ذروة الجمل ، الني الشحم ،الكاهل مابين الكتفين
المعنى : إني لما قمت إلى ذلك البرك تذكر عادتي معه فطاف وتستر مني ببعير هو أعظمه سناما وأكثره شحما
10/بِقَرمٍ هِجانٍ مُصعَبٍ كانَ فَحلَها طَويلِ القَرى لَم يَعدُ أَن شَقَّ بازِلُه
القرم:الجمل الشاب، الهجان :الجمل:الأبيض ،طويل القرى : طويل الظهر، شق بازله أي ذبحته
المعنى: بجمل شاب كريم طويل الظهر لم يجاوز عمره تسع سنين فضربته بالسيف
11/فَخَر وَظيفُ القَرمِ في نِصفِ ساقِهِ وَذاكَ عِقالٌ لا يُنَشِّطُ عاقِلُه
خرَّ:سقط ،وظيف القرم:ساعد الذراع،عقال : رباط تربط به الدواب ،لاينشط : لا يفك
المعنى: فسقط واختلطت يداه برجليه ونزل به الموت الذي لا مناص منه
12/بِذَلِكَ أَوصاني أَبي وَبِمِثلِهِ كَذَلِكَ أَوصاهُ قَديماً أَوائِلُه
المعنى : وهذه الأفعال الحميدة ليست فينا بمستحدثة وإنما ورثتها من أبي وهو ورثها من آبائه قديما