إنّ المتأمل في هذه القصيدة يجد أنّ الشاعر يعتمد بشكل أساسي على التصوير الفني، فنراه يرسم لنفسه صورة الفارس القوي، الذي يهابه الجميع، وهذه الصورة تتفق مع عنفوانه والتزامه الأخلاقي، وذلك لأنه يطوّع هذا الوصف لغاية المديح، فهو فارس من فرسان الممدوح وأحد رجاله، وهذا الأمر يلزم المرء بأن يتحلى بهذه الصفات.[١]
ومن ثم نجد الشاعر يُغرق في وصف الممدوح، فيصفه بذي المقام العالي، وصاحب العطاء، والمستحق للمديح، فهو رجل قويم جمع بين العلم والقوة، وبين المال والاخلاق، فكانت هذه الصفات في نظر الشاعر سببًا وجيهًا لتوجيه المدح له وقصره عليه، كما نرى في قوله:[١]
وَهَبنِيَ مِن أَنوارِ عِلمِكَ لَمعَةً
:::عَلى ضَوئِها أَسري وَأَقفو مَنِ اِهتَدى
وَأَربو عَلى ذاكَ الفَخورِ بِقَولِهِ
:::إِذا قُلتُ شِعراً أَصبَحَ الدَهرُ مُنشِدا
سَلَبتَ بِحارَ الأَرضِ دُرَّ كُنوزِها
:::فَأَمسَت بِحارُ الشِعرِ لِلدُرِّ مَورِدا
وَصَيَّرتَ مَنثورَ الكَواكِبَ في الدُجى
:::نَظيماً بِأَسلاكِ المَعاني مُنَضَّدا